الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية دراسة أمريكية: الجيش التونسي يشهد "ثورة هادئة" بعد عقود من التهميش

نشر في  26 فيفري 2016  (09:14)

 

نشر موقع مركز "كارنيغي للشرق الأوسط"، يوم الأربعاء 24 فيفري 2016، دراسة هامة حول موقع ومكانة الجيش التونسي بعد ثورة 14 جانفي 2011.
تحت عنوان "ثورة هادئة: الجيش التونسي بعد بن علي"، تناول الباحث الأمريكي شاران غربوال، من جامعة برينستون، عودة الجيش في تونس ليكون له موقع في الانتقال الديمقراطي الجاري، بعد أكثر من خمس عشريات من التهميش، طيلة فترة الرئيس المؤسس الحبيب بورقيبة، وخلفه الرئيس زين بن علي الذي قامت عليه ثورة منذ نحو 5 سنوات.
أشار الباحث إلى أن بداية التحول في العلاقات المدنية-العسكرية بدأت في تونس مع الثورة، ويتابع غربوال قائلا: "بدأ الجيش، الذي ظل مهمشا على مدى عقود في عهد الرئيس السابق الحبيب بورقيبة وخصوصا في ظل الدولة البوليسية للرئيس السابق زين العابدين بن علي".
ويشير شاران غربوال، إلى أن عملية الانتقال السياسي الجارية في تونس أحدثت تغييرات في العلاقات المدنية-العسكرية. ورصد شاران هذه العلاقة الجديدة في خمسة عناصر:
فقد انتقلت إدارة الجيش من الحكم الشخصي للمستبدين السابقين الى قنوات أكثر لامركزية، كان تغيير القيادة السياسية في تونس إيذانا بنهاية تمييز الضباط الآتين من المناطق التي ينحدر منها بورقيبة وبن علي، أرغمت التهديدات الأمنية الخطيرة التي تواجهها تونس حكومات ما بعد الثورة على تعزيز ميزانية الجيش وأسلحته وروابطه الدولية وقدراته المؤسسية ونفوذه السياسي، تمتع ضباط الجيش السابقون بقدر من العدالة الانتقالية أكثر من باقي التونسيين، وفي الأخير أصبح الضباط المتقاعدون أعضاء فاعلين في المجتمع المدني النشط في تونس، ووفروا للجيش جماعة ضغط جديدة تسعى الى تعزيز مصالحه.
كما أشار الباحث، إلى أن سنة 2016 بدأت تعرف زيادة في قوة الجيش، واعتبر ذلك بمثابة "ظاهرة صحية للديمقراطية الفتية في تونس"، وذلك "بالنظر للتحديات الأمنية وانعدام الخبرة العسكرية لدي القادة المدنيين في البلاد".
ويخلص شاران الى القول بأن وبعد عشريات من تهميش المؤسسة العسكرية في تونس، يبدو أن تطورات ما بعد ثورة 14 جانفي 2011 "تهدف الى تصحيح ذلك الخلل التاريخي". وهنا يناشد الباحث الدول الغربية والدولية على ضرورة "أن تحرص على تشجيع نمو الجيش التونسي تمشيا مع المبادئ الديمقراطية".